ليس هناك من حديث ذو شجون کما هو الحال مع أي حديث يتعلق بالنظام القائم في إيران منذ 45 عاما، إذ أن الذي يعتبر من المسلمات بل وحتى من الامور البديهية، إن تأريخ معظم الحروب والازمات والمشاکل التي قوضت وتقوض أمن وإستقرار منطقة الشرق الاوسط وبالاخص الامن الاجتماعي، مرتبط بهذا النظام إرتباطا وثيقا من العبث السعي لتبرئته من ذلك(کما يسعى البعض عبثا ومن دون طائل).
مع کل المساعي والمحاولات التي قام ويقوم بها هذا النظام من أجل التغطية على معدنه العدواني الشرير وعلى إظهار نفسه بريئا من کل هذه الفوضى التي باتت تعم المنطقة، فإن الجانب المشرق والمفرح من الامر، إنه لايوجد هناك من بإمکانه إصدار قرار تبرئة لهذا النظام بل وحتى مجرد الدفاع عنه وهو يعلم ذلك جيدا!
مع بدايات تأسيس هذا النظام والشکوك التي أثيرت حوله بشأن نواياه السيئة وما يضمره من شر لبلدان المنطقة، فقد أثبتت الاحداث والتطورات وال45 عاما المنصرمة مصداقية ذلك، بل وحتى إن مافعله نظام حزب البعث مع هذا النظام، لم يکن أمرا طارئا أو حادثا عرضيا بل وکما نرى مايجري في العراق حاليا، کان له أکثر من دافع ومبرر، إذ أن العراق يمر بواحد من أسوء وأکثر مراحله التأريخية ظلاما وضبابية وکل ذلك بسبب الزرع الخبيث للنظام الايراني ولأدواته في العراق.
العراق الذي مر بمراحل تأريخية مختلفة عانى من خلالها الکثير ولاسيما في خضوعه للمغول وللدولة العثمانية ومن بعدها للإستعمار البريطاني، لکن أيا منها لم يرقى الى ماقد کابده وعاناه على يد النظام الايراني إذ أن بذور الشر والفتنة التيزرعها سوف تتطلب أعواما طويلة جدا من أجل إجتثاثها بل وحتى إننا نرى بأنه وفي حال نهاية النظام الايراني فإن الذي يتطلب في العراق وفي الدول التي خضعت لنفوذ وهيمنة هذا النظام الخبيث أن تبادر الى إصدار قوانين تنص على تحريم وتجريم کلالافکار والمفاهيم الضالة المضلة التي رسخها هذا النظام في هذه البلدان.
مصيبة بلدان المنطقة لاينحصر فقط في العمل من أجل الخلاص من شر النظام الايراني بل إن المصيبة الکبرى تکمن في کيفية تنقية أجواء بلدان المنطقة من کل ما قام هذا النظام خلال فترة هيمته ونفوذه على هذا البلدان يوم سقوطه وهو أمر سيراه الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم، وقطعا فإن حدوث هذا الامر ليس ببعيد إذ أن معظم المٶشرات تٶکد ذلك، وسوف يذکر التأريخ هذا النظام کما يذکر البرابرة والمغول والنازيين!